ماهي المثلية الجنسية :
ماهي المثلية الجنسية و المثلية في الإسلام ؟ الله سبحانه وتعالى خلق الجنس البشري من أجل تعمير الأرض واستمرار الجنس البشري وهو المحور الأساسي لاستمرار الحياة على الأرض ويتم ذلك من خلال العلاقة الزوجية والتي تنقسم وفقا للمبادئ والأسس الشرعية في كل الديانات السماوية ، غير أن في بعض الأحيان فإن الانحراف الجنسي عن الطريق الطبيعي والفطرة السليمة .
هل المثلية مرض أم اختيار ؟ وفي تاريخ الطب النفسي تم تشخيص كثير من الممارسات الجنسية الشاذة على أنها أمراض جنسية حسب تصنيف الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية على سبيل المثال لتلك الأمراض الجنسية :
- الجنس مع الأطفال أو مع الموتى .
- زنا المحارم .
- العادة السرية .
- الممارسة مع الحيوانات .
- واضطراب الهوية الجنسية والمثلية الجنسية .
لنعرف الإجابة على سؤال ماهي المثلية الجنسية و هل المثلية مرض أم اختيار ؟
تاريخ تشخيص المثلية الجنسية بالطب النفسي:
ونتناول اليوم المثلية الجنسية والتي تعتبر من أكثر المواضيع جدلا في الطب النفسي ففي حين علماء نفس سابقين شخصوا المثلية الجنسية إلى أنها مرض يعود لعدة أسباب منها :
(1) وجود عوامل تمنع العلاقة الجنسية الطبيعية مع الجنس الآخر مثال ذلك:
- منع الثقافة الجنسي والكبت من خلال المدرسة والأسرة .
- رؤية الطفل لأمه وأبيه أثناء ممارسة العلاقة الحميمة يزيد من الكبت الجنسي .
- الشعور بالنقص عند القدرات الجنسية .
(2) عوامل تشجع على العلاقة المثلية مثل :
- الرغبة الجامحة والاحساس بأنه غير مرغوب فيه من الجنس الآخر فيلجأ لنفس جنسه.
- الممارسة الجنسية المثلية من أجل الحصول على المال.
(3) وهناك فريق من العلماء أشار أن المثلية الجنسية قد تكون بسبب خلل في الهرمونات الجنسية :
اضطراب الهرمونات : فمن المعروف أن الجسم البشري يمتلك كلا النوعين من الهرمونات الذكورية والأنثوية ولكن بنسب مختلفة تبعا لجنسه فإن زادت إحدى الهرمونات على الأخرى كان النشاط الفعلي للشخص ذكورياً أو أنثوياً بحسب جنس الشخص.
(4) عوامل مكتسبة :
أضرار المثلية : أثناء المراهقة تحدث تغيرات كثيرة يمر بها المراهق ويقترب كثيراً من اصدقائه من نفس جنسه وقد يتطور الأمر إلى علاقة جنسية مثلية .
بجانب نظرية المرض أو الباثولجي :
التي تفترض أن المثلية الجنسية هي مرض وتحدث من أسباب :
- خلل هرموني .
- وظائف الغدد الصماء.
- طبيعة العلاقة مع الأم زايده.
- بسبب الأبوة الجافة تجاه الأبناء.
- خلل جيني .
- اختلاف وخلل في تكوين المخ بين الذكر والانثى .
هناك نظرية ( العدوان الجنسي ) أو الاعتداء الجسدي التي تفترض أن المثلية الجنسية هي بسبب تعرضهم للاعتداء الجنسي في الصغر.
كل هذه النظريات قائمة على أن المثلية الجنسية هي مرض :
-
هناك المدرسة التحليلية :
التي كانت نظريتها قائمة على أن المثلية الجنسية ليست مرض وإنما خلل في النمو والتطور الجنسي و مشاكل النمو .
فالإنسان أو الطفل يمر بمرحلة للميول الجنسية أو الميول الشخصية لنفس الجنس بمرحلة من مراحل عدة .
والإنسان الذي لا يعدي هذه المرحلة يصبح مثلي الجنس فهي مشكلة وليست مرض .
ولكن في كلتا الحالتين سواء مرض أو مشكلة في النمو وخلل في مراحل التطور الجنسي السليم يفترض أن نعمل شيئا لعلاجهم .
-
وهناك من خالف تلك النظريات :
هل المثلية مرض ؟ وقال أن هذه الظاهرة موجودة بكل المجتمعات البشرية وغيرها وبالتالي هي تعتبر من التنوع البشري الموجود و ليس بالضرورة مرض أو مشكلة تحتاج لعلاج .
-
المجتمع :
إن الدور الجنسي الذي يقوم به الذكر أو الأنثى بالمجتمع هو الذي شكل النمط الثابت في أذهان الناس وأن علاقة الجنسيين لابد أن تكون بصورة ذكر مع أنثى وذلك لاستمرار النوع البشري ، وأي صورة مخالفة لهذا التصور تعتبر عند الكثير شذوذ وبالضرورة أن يكون مرض ( الشذوذ الجنسي ) .
المثلية الجنسية وعلم النفس : إذن الطب النفسي في بداية القرن العشرين وبداية الخمسينات كان متأثراً بنظرية فرويد وهي أن المثلية الجنسية هي خلل في التطور والنمو الجنسي واعتبارها مشكلة.
وكل من جاء بعد فرويد من علماء استمروا بتبني هذا التوجيه في الطب النفسي . وفي عام 1952 صدر من الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين ما يعرف بـ DSM وهو الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية .
هل المثلية الجنسية مرض ؟ واعتبر فيه المثلية الجنسية مصنفا من الأمراض النفسية وأستمر في الصدور إلى سنة 1973 .
العالم ” ألفرد كنزي” :
اختبار المثليين : قبله كانت الدراسات على المثلية الجنسية تُجرى على المرضى النفسيين فقط ولكن هذا العالم عمل دراسات على الناس الأسوياء ووجد وجود هذه الظاهرة بنسبة 10% في أغلب المجتمعات.
المثلية الجنسية في الحيوان : وهناك أيضا العالمان وهما “فورد وبيتش ” الذين أجروا دراسات على الحيوانات وأظهرت الدراسات أن المثلية الجنسية موجودة عند الحيوانات .
التحول التدريجي في تشخيص المثلية الجنسية :
المثلية علمياً : قبل تلك الدراسات جماعات المثليين الجنسيين قبلوا كونهم مرضى نفسيين حسب الدليل التشخيصي عوضا عن اعتباره شيء شيطاني أو خلل أخلاقي آخذين بالاعتبار للنظرية الدينية ونبذ المجتمع لهم لمخالفتهم الدين والأخلاق.
ولكن بعد الدراسات التي أثبت أن لا يوجد فروق بين الجنسين بناء عليه في 1970-1971 في الملتقى السنوي للجمعية الأمريكية للأطباء النفسين حدثت مظاهرات كثيرة من جمعية حقوق المثليين تطالب فيها بتغير وصمة المثليين أنهم مرضى نفسيين بسبب أن كل الدراسات التي عملت كانت نتائجها تثبت أنهم ليسوا مرضى ولا يوجد اختلاف هرموني أوجيني أو عقلي بين الرجل والمرأة وبالتالي طالبوا بتغيير التصنيف الذي شخص المثليين أنهم مرضى ( تشخيص المثلية ).
ما واقع حياة المثليين ؟ وأحد اعتراضاتهم أن كثير من الأمراض تم تشخيصها كمرض وهي ليست بمرض نفسي وعليه وارد جدا أنكم أخطأتم في تشخيصنا كمثليين كأمراض مسايرة للمجتمع والدين.
وفي 1973 لخصت منظمة جمعية الطب النفسي إلى أنه لا يوجد ما يثبت أن الميول الجنسية للجنس ذاته تؤدي إلى فروقات نوعية بين الجنسين أي الفروق بين الجنسين .
نعم قد تتسبب تلك الفروقات في وجود مشكلات بتقبل المجتمعات لهم لاعتبارات اجتماعية ودينية ولكن عدا ذلك هم لا يوجد فرق بينهم وبين الأسوياء .
تلك النتيجة سبب معارضات واحتجاجات كثيرة في مجال الطب النفسي خصوصا جمعية التحليل النفسي الذين كانوا متأثرين بنظرية فرويد باعتبار المثلية الجنسية هي عدم تطور ونمو جنسي في مرحلة من المراحل الجنسية للفرد وطالبوا بتصويت على التالي :
هل الإجراءات التي اتبعتها منظمة جمعية الصحة العالمية لطب النفسي للتحقق من كون المثلية الجنسية مرضى أو ليست مرضه هل هي سليمة أم غير سليمة ؟؟
وكان التصويت أن الإجراءات كانت سليمة بنسبة 58% تقريبا وبذلك كانت النسخة الثانية للدليل الإحصائي لتشخيص للأمراض النفسي الأمريكي DSM3 تم إزالة المثلية الجنسية من الأمراض أو الاضطرابات النفسية.
والآن في كثير من الأماكن والمجتمعات حصل اختلاف بمطالبات من جمعية حقوق المثليين بناء على إقرار الطب النفسي أن المثلية الجنسية ليست مرض أن تتفهم المطالبات بزواجهم وكامل حقوقهم.
المثلية الجنسية من رأي الولايات المتحدة الأمريكية:
بعد أن كان الشذوذ ممنوع في العديد من الولايات الأمريكية :
زواج المثليين في الولايات المتحدة :
- حيث أصدرت في يوليو 1973 ولاية ميريلاند قرارا يحظر زواج المثليين، لتصبح أول ولاية أمريكية تحظر زواج الشواذ في الولايات المتحدة .
- تبعتها بعدها عدة ولايات أخرى مثل فيرجينيا (1975) .
- فلوريدا وكاليفورنيا ووايومينج (1977) .
- نيوهامبشير (1987) .
وفي يونيو من العام 2015 أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قرارا بتشريع زواج الشواذ في كل أنحاء البلاد.
في خطوة لاقت ترحيبا من جمعيات الشذوذ ووصفها الرئيس الأمريكي باراك اوباما ب”النصر”.
وكتب القاضي انطوني كيندي متحدثا باسم غالبية أعضاء المحكمة العليا أنه وباسم المساواة بين الجميع أمام القانون:
” ينص التعديل رقم 14 بأن تبرم كل ولاية عقود الزواج بين شخصين مثليي الجنس ومازال من 2015 حتى الآن حقوق المثليين في الولايات المتحدة الأمريكية في ازدياد مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على سائر الدول بالاعتراف بالمثليين كجنس ثالث واعطائهم حقوقهم .
المثلية الجنسية في تركيا :
حقوق المثليين في تركيا : منذ تولي رجب طيب اردوغان الحكم في تركيا عام 2014 وكان له توجهه الخاص في دعم المثليين جنسيا رغم أن حزبه الحاكم ” العدالة والتنمية” ذو خلفية إسلامية .
ولكن يبدو أن رغبته في التقرب من أوروبا ومحاولته المريرة لدخول الاتحاد الأوروبي عن المثلية في تركيا جاءت على حساب عاداته وتقاليد بلاده من جهة وعلى حساب مبادئ الدين الإسلامي من جهة أخرى .
مجتمع المثليين في تركيا : “من الضروري أن يعترف بحقوق المثلية وينبغي أن تكون محمية حتى من قبل القانون في ضوء حقوقهم وحرياتهم وأرى أن المعاملة التي يواجهها المثليين من وقت لآخر في مشاهدة التلفاز غير آدمية”.
كانت تلك اجابة رجب طيب أردوغان الرئيس التركي على سؤال أحد الشباب له في إحدى المؤتمرات بشهر أغسطس 2014 حول مدى موافقته على الاعتراف بحقوق المثليين في تركيا.
الدول العربية التي تسمح بزواج المثليين : أما باقي الدول العربية والإسلامية مازالت تعارض الاعتراف بحقوق المثليين الجنسية لنفس الاعتبارات الدينية والاجتماعية .
العلاج النفسي من خلال معالج نفسي :
وأخيراً ما يهمنا مما سبق هو العلاج لمن يبحث عن العلاج من المثلية الجنسية ويتم بطرق عدة مثل علاج المثلية بالهرمونات و .
فهناك عدة عوامل يجب أن تضعها في اعتبارك كشخص مثلي تود أن تتخلى عن ذلك السلوك هو الآتي:
1) أن تتيقن من داخلك أنه سلوك شاذ وترغب بالتخلص منه للاعتبارات الدينية والاجتماعية والفطرة السليمة.
2) أن لا يكون عمرك متقدم بحيث مارست ذلك السلوك سنوات عديدة وعلاقات عديدة بحيث يصعب تغيير شعورك وتحويله للجنس الآخر.
3) أن يكون لديك الدافع الحقيقي للتغيير والقناعة التامة برغبتك للتغيير وليس واقع تحت ضغوط الأهل أو المجتمع.
4) مدة العلاج طويلة نسبيا والنتائج تعتمد على العوامل السابقة مجتمعة أو متفرقة.
وأخيراً اعلم أن الطب النفسي يشخصه بأنه ليس مرض نفسي وليس له علاج دوائي ولكنه اضطراب سلوكي .أي عادة سيئة أو محرجه ترغب بالإقلاع عنها بإرادتك فإن أردت التغيير لا تنظر للتشخيص والذي تجاهل الدين مقابل الحرية الشخصية.
هل عرفت ماهي المثلية الجنسية ؟ هل تبحث عن دكتور لعلاج المثلية ؟ ( حمل تطبيق المرشد من هنا )
الكاتبة : د / فاتن ميرزا
اقرا ايضاً : فنيات تقدير الذات