فلسفة “التركيز منهج للعلاج والتشافي الكلي” في استخدام التعبيرات الرمزية
فلسفة “التركيز الجسمي” كأداة لعلاج الجسم ككل التي تتكون من عمليه التفكير وتنظم المشاعر والإحساس بالمرض الجسمي فتعتمد التركيز على ما يدور داخل الجسم والعقل من أحاسيس، مشاعر، وعملية تفكير واكتشاف المعتقدات التي قد تكون أحد الأسباب الرئيسية لفوضى المشاعر والأفكار والامراض الجسمية.. التدرج في فهمها من قبل العميل والمعالج يخلق توازن حقيقي فعال للجسم وللمشاعر وللعقل.
في بيئة آمنه مشجعه يحترم المعالج سلوكيات وتفكير العميل مهما كانت تعاني مو فوضى فيستطيع من خلالها العميل البوح بما يدور في ذهنه من صور، أفكار، مشاعر.
أحد وسائل التعبير التي يقوم بها الفرد ان يعبر عن مشكلته بواسطة الصور الرمزية التي تراوده قد تكون في فتره اليقظة آو الأحلام. فيشبه العميل أحد اركان المشكلة بصوره ما او يشبه المشكلة كاملة بصورة محدده، فيلاحظ المعالج تكرار حديثه عن هذه الصورة، وقد تظهر هذه الصور في صوره في الأحلام عندما يسترخي الجسم، فيقوم العقل بربط أحد اركان المشكلة بصور ما قد تكون غريبه أتحمل مشاعر مخيفه.
يتبع المعالج في فلسفه التركيز عده أدوات لمحاورة العميل لمعنى هذه الصور وتفكيكها. فمثلا قد يستخدم العميل صور رمزيه لمشكلته قائلا: ” إن حياتي أشبه بطريق مسدود مليء بالأشجار والاشواك”.
أحد وسائل المساعدة في العلاج بالتركيز هي إعادة إرسال اركان الجملة للعميل مع زيادة تفسير محتمل للصور المشبه بها وإعطاء فرصه للعميل للتأكد من تفسير المعنى يقوم العميل بتقويم المعنى بما يناسب المعنى لديه.
فمثلا المعالج في المثال السابق يقوم بالتفاعل مع العميل قائلاً: “إنك ترى طريقاً مليئا بالأشجار والأشواك، فهل من الممكن ان تكون هذه الأشجار والاشواك عائقا في تقدمك؟” هنا قدم المعالج افتراضا وتفسيراً محتملا للصور ويريد من العميل التأكد من تفسير الصور وإعادتها للحوار.
فلنقل ان العميل لم يوافق على تفسير المعالج قائلا” ان الأشجار والاشواك ليست عائقا وإنما الأشجار مكان للاستراحة لي والتفكير والاشواك فهي الأخطاء التي ارتكبتها واريد الانتباه اليها لإصلاح ما أستطيع.”
ومن ثم يركز المعالج على وصف العميل الطريق بإنه “مسدود” قائلا: “كيف يمكن للطريق ان يكون مسدوداً و ليس عائقا، هل يمكنك شرخ ذلك؟”.
وهكذا يتدرج التفاعل بين العميل والمعالج للوصول الى أهداف مريحه للعميل، و المعني التي تحملها الصور و المعنى التي يقوم بتفسيرها العميل.
إن علم النفس وعلم الأعصاب neuroscience يشير ان دماغ الانسان يتكون من عده عناصر المخ والمخيخ و جذع الدماغ. يتكون المخ من فصوص. الفص الأعلى الايسر مسئول عن التفكير والحركة واللغة والفص الأعلى الأيمن مسئول عن الصور التي تلتقطها العين والاحساس الابعاد. وهناك أيضا مركز لصناعه الصور الداخلية المركبة من الذاكرة طويلة المدى. كل الفصوص مرتبطة ببعضها بواسطة الناقلات العصبية.
فعندما يتخيل لنا صوره ما، فإن عمليه ربط المعلومات والصور واللغة الدى الإنسان تحتاج تنظيمها لفهمها و يقد يعجز الفرد بمفرده لحل اللغز. لأن مركز التفكير واللغة ومركز التعبير يحتاج الى مهرات عديده. وقد يحتاج الى مرشد يساعده في ذلك بإعادة الحوارات بطريقة سلسله وآمنه.
ان مركز الذي يمثل ذاكره طويله المدى مرتبط مع مركز إطلاق المشاعر بجانبه في ذات النظام الغده الصماء الصنوبرية المسئولة على الاسترخاء والنوم ين وافراز هرمون الميلاتونين. فمثلا إذا ما شعر الفرد بشعور الخوف تتوقف الغده الصماء من إفراز الميلاتونين للاسترخاء والنوم فيعاني الشخص من القلق وفقدان الشعور للنوم وهكذا.. وكذلك مركز الذاكرة تتوقف عن تسجيل احداث او معلومات جديده فيشعر الفرد بتقص في التركيز إذا ما استمر بإطلاق المشاهر السلبية دون معرفه لمهارة تنظم المشاعر.
لذلك من المهم الانتباه الى الصور المستخدمة لدى العميل واتباع آليه الحوار البناء لربط مركز اللغة في الدماغ بمركز الصور في الدماغ، ربطهما بالمعنى. ويجب ان نتذكر اهميه الجسم في عمليه الإحساس بالمشاعر في كل العملية.
ناديه عبد الحميد العطار