صياغة الحالة في العلاج المعرفي السلوكي
تساعد صياغة كل من العميل والمعالج على فهم المشكلات، حيث تساعد في فهم ما قد يواجهه المريض والمعالج من أعراض محيرة، كما تساعد على مقاومة التثبيط والإحباط الذي عادة ما يطرأ على العميل وفي بعض الأحيان على المعالج عندما يواجه مشكلات معقدة. تعمل صياغة الحالة كجسر بين نظريات العلاج المعرفي السلوكي حول تطور المشكلة وعوامل بقاءها وخبرات العميل، أنها الركيزة الأساسية التي تجمع بين النظرية والتطبيق. ومن أهم فوائد صياغة الحالة أنها تجسر الفجوة التي بين النظرية والتطبيق. إذا كان لدينا فهم معقول للعمليات التي تسبب وتحافظ على بقاء مشكلات المريض، فحين إذ يمكننا بسهولة أكثر أن نرى ما هو التدخل الذي قد يكون مناسبا لتغلب على هذه المشكلات، وبالتالي فان صياغة المشكلة الجيدة تجعل من السهل تحديد ما العلاج الذي نستخدمه، على الأقل على شكل خطوط عريضة، كما أن صياغة الحالة تساعد العميل على معرفة لماذا تقنية علاجية بعينها تكون مفيدة.
تبدأ صياغة الحالة بتهيئة طرق جديدة للتفكير وذلك بإعطاء المرضى طرق مختلفة لفهم أعراضهم. وأخير، صياغة الحالة قد تساعد المعالج لفهم، أو حتى التنبؤ، بالصعوبات في العلاج وفي العلاقة العلاجية، فمثلا لو كانت أفكار انتقاد الذات أو النظرة الدونية جزء مهم في صياغة الحالة، فإننا نستطيع التنبؤ بان هذا المريض قد يواجه صعوبات في عمل الواجبات لأنه سوف يكون قلقا إذا لم ينجزها بشكل جيد، أو يساوره القلق من أن المعالج قد يستهجن أفكاره، إذا أخذنا في الاعتبار مثل هذه التنبؤات في صياغة الحالة فإننا سوف نكون قادرين على تجنب الصعوبات أو إدارتها بشكل جيد.