الإرشاد الزواجي.. قد آن أوانُه!!
إنّ تعقّد الحياة وارتفاع نسبة الطلاق يدقّ ناقوس الخطر، وبالتالي يستدعي ذلك ضرورة عمل مراجعة شاملة للعلاقات الزوجية وبنائها، من حيث تدريب الأزواج على كيفية الاستمتاع بالحياة الزوجية من مختلف الجوانب، وليس من جانب اللذّة فقط. وهذا يستدعي فهم حاجات كل طرف وتفهّم موقفه. مما يستدعي التدريب على مهارات التواصل، وخاصة مهارة الاستماع والإصغاء للآخر، وتفهّم موقفه ووجهة نظره، وكيفية إدراكه للقضايا بشكل عام. حيث يهدف الإرشاد الزواجي إلى تحقيق السعادة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع وذلك عن طريق تعليم الشباب والفتيات المقبلين على الزواج أصول الحياة الزوجية السعيدة والجمع بينهما بهدف وقائي وعلاجي لكل المشكلات. لذلك فإنّ توفير الإرشاد الزواجي على مستوى المراكز الاجتماعية والصحيّة الخاصة والحكومية، سيساعد الأزواج على اكتساب آليات ومهارات تساعدهم على خلق استقرار زواجي أكثر فاعلية، وبالتالي تربية أطفال متوافقين نفسياً واجتماعياً، كما سيساعد الأشخاص المقبلين على الزواج في اكتساب بعض المهارات كاختيار الشريك المناسب واتخاذ القرارات المرتبطة بالزواج وتكاليفه. وحلّ الخلافات وادارة النزاعات قبل وأثناء الحياة الزوجية. بالإضافة إلى حلّ الخلافات الأسرية وغيرها من المشكلات العامة.
إنّ فهم ماهية الزواج وكيف يمتد عبر الزمن ويتطوّر أصبحت من الضروريات ومن المتطلبات الرئيسية لكل فرد داخل المجتمع، مما يجعل لهم فهماً أوسع وتقييماً أفضل للمسار التطوري للزواج والحياة الزوجية.
إن الإرشاد الزواجي يسعى لتحقيق سعادة الأسرة الصغيرة والمجتمع الكبير، وذلك بتعليم الشباب أصول الحياة الزوجية السعيدة، وذلك بهدف وقائي، والمساعدة في حلّ وعلاج ما قد يطرأ من مشكلات أو اضطرابات زواجية على مرّ الأجيال، ودراسة الحياة الزوجية والسلوك الزواجي، وما يحدث فيها من مشكلات زواجية تتراوح ما بين البسيطة التي تنغصها والكبيرة التي تقوضها، تلفت النظر إلى أهمية وإلحاح الحاجة إلى الإرشاد الزواجي. ويلاحظ أهمية الإرشاد الزواجي، في التوافق الشخصي والاجتماعي والنفسي بصفة عامة. فالحياة الزوجية المستقرة السعيدة من أهم ما يكون في حياة الإنسان، والإعداد للحياة الزوجية والاستقرار فيها والتغلّب على ما قد يعترضها من مشكلات، يحتاج إلى خدمات ذلك النوع من الإرشاد.
إن ما يحدث اليوم داخل مجتمعاتنا من تفكك أسري وجفاف في العلاقات الاجتماعية، وحدوث تغييرات كبيرة على مستوى المؤسسات الاجتماعية والأفراد لهو كافٍ حتى ندرك أهمية وجود أساليب تدخّل علمية يقودها الاختصاصيون في الجانب الزواجي والأسري تحت مسمى مفهوم جديد “الإرشاد الزواجي” حيث لا بد من توفير ذلك التخصص على الصعيد العلمي داخل المناهج الدراسية، وكتخصص منفرد داخل الجامعات.