مدمن ينادي

مدمن ينادي :

مدمن ينادي : “ أنا أقوى من المخدرات ..جرعة واحدة لن تؤثر ..لن أدمن من جرعة،هكذا بدأت رحلتي مع المخدرات،تلك الكلمات التي كنا نرددها بل و معتقدين بصدقها و دمرت العديد وقتلت الكثير منا،لكنها كلمات أقنعنا بها للوصول إلى المتعة الزائفة ،و لنسيان الألم الذي لحق بنا بسبب أسرنا أو لسبب خفي دواخلنا.

كان هروب من الواقع، و فرار من الخوف،و من المشكلات حولنا التي تركناها هائمة .

رغبا بالمجهول وأصبحنا جزء منه، لم نعلم أننا مرضى و نحتاج إلى العلاج والحب.

و ليس للنزاع في أسرنا ما بين اب رحل عن مسئولياته وأم أسقطت ذلك الرحيل علينا ، و نحن سبب توقف حياتها ولم يدركوا أننا مشروع حياتهم.

نعم أسرنا من دفعنا إلى التعاطي،كانوا مفتاح لهلاكنا دون وعي.

وأصبحنا نبحث عن الحب في مكان آخر،في داخلنا صرخات احتياج و تواجد واحتواء.

سقطنا بشباك الأصدقاء الذين يصطادون ضعفاء القلوب أمثالنا،من يبحث عن الحب الغير المشروط،من لا يعرف أن يوكد حقوقه.

من لم يعرف ذاته بعد،فتحوا لنا الأبواب المزينة من الخارج حتى ندخل مخدوعين ونظل بعد الدخول في الظلام نتخبط و نسقط ونلبس جميع الأقنعة حتى نروي عطش المخدرات.

و من ثم نرغب بالرحوع لا نستطيع،كنا الظلام دامس والأشواك كثيرة،والرغبة ملحة.

نرغب بالرجوع،نتوق للعيش بسلام،لقد تآكلت اجسادنا و خوى عظامنا و لا نعرف الليل من النهار فنحن غرقى مرض الادمان، نرغب بالنجاة و التجديف لبر الأمان.

ننادي ان يتقبلنا الجميع دون شروط و دون حكم،نحن فريسة المرض،لذلك أنادي كي تتقبلونا ونرى نظرات الحب من خلالكم، ونشعر بالأمان.

لا نريد فتح الباب مجدداً،لذلك أنادي كي لا توصدوا أبوابكم عنا.

فإنكم قوة عندما تفهموا طبيعة مرضنا وتدركون حقيقة سقوطنا وأن التعافي منه ممكن وليس مستحيل والله على كل شيئ قدير .

فقط اسمعوا أصواتنا عندما ننادي وافتحوا قلوبكم حتى نتخطى صعوبة المرض.

حمل تطبيق المرشد من هنا :

قوقل بلاي

أب ستور

الكاتبة  : أ / مريم عبدالله

اقرا ايضاً : الأمراض النفسية والانتحار

Menu